رغم أن اسمها يبدو قاسياً وغير مألوف لواحدة من أجمل سيارات مرسيدس الكلاسيكية، فإن المصريين أطلقوا على طراز مرسيدس W114/W115 لقب “الخنزيرة”، وهو الاسم الذي ارتبط بها حتى اليوم.
كشفت مرسيدس عن هذا الطراز عام 1968، من تصميم المهندس الشهير بول براك، أحد أبرز مصممي الشركة في تلك الحقبة. السيارة جاءت برمزين مختلفين W114 بمحركات 6 سلندر، و W115 بمحركات 4 سلندر.
وعُرفت عالمياً باسم Stroke/8 نسبة إلى سنة إنتاجها، حيث دشنت مرحلة جديدة في تصميم سيارات مرسيدس متوسطة الفئة، بخطوط مستقيمة وطويلة وقاعدة عجلات واسعة، إضافة إلى رحابة المقصورة ومساحة التخزين الكبيرة.
كان لمصر نصيب كبير من هذا الطراز، حيث انتشرت فيها نسخ W115 بمحركين بنزين وهما محرك 4 سلندر سعة 2000 سي سي بقوة 94 حصان، ومحرك 4 سلندر سعة 2300 سي سي بقوة 110 حصان. وعُرف كلاهما بين الميكانيكية باسم “المكنة البيضاء”. أما النسخ الديزل فكانت نادرة جداً في السوق المصري.
اعتاد المصريون إطلاق أسماء مميزة وغريبة على بعض السيارات، مثل “الفرد” و”الزلطة” وغيرها. لكن “الخنزيرة” كانت حالة خاصة، فبرغم جمال تصميمها وأناقتها، ارتبطت بهذا الاسم الذي ما زال لغزاً حتى اليوم. ويرجح البعض أن السبب يعود إلى قوة السيارة وصلابتها وقدرتها على تحمل الطرق الوعرة والظروف الصعبة، وهو ما جعلها “عنيدة” وقوية كالحيوان الذي حملت اسمه.
ما زالت “الخنزيرة” حاضرة على الطرق المصرية، رغم مرور أكثر من 50 عاماً على إنتاجها، ليس فقط كسيارة كلاسيكية يقتنيها الهواة، بل أيضاً كسيارة أجرة في بعض القرى والأقاليم. ورغم ندرة قطع غيارها سواء الأصلية أو المستوردة، إلا أن مرونتها وجودة صناعتها جعلاها قادرة على الاستمرار.
أنتجت مرسيدس نحو 1.9 مليون نسخة من هذا الطراز، بين عامي 1968 و1976، لتصبح واحدة من أنجح سياراتها وأكثرها انتشاراً في العالم.
اليوم، تبقى “الخنزيرة” جزءاً من تاريخ الشارع المصري. فهي ليست مجرد سيارة، بل رمز يجمع بين الحنين إلى الماضي وذكريات الطفولة وقوة الصناعة الألمانية التي ما زالت تضرب المثل في الاعتمادية والجودة.









